عندما تؤكد الوثائق الأمريكية أن ملكاً عربياً تسمت بلده علي اسمه كان يتقاضي خمسة آلاف جنيه إسترليني راتباً شهرياً من المخابرات البريطانية وقتما كان يؤسس دولته، وعندما تعلن الوثائق نفسها أن ملكاً عربياً آخر كان يحصل علي مليون دولار سنوياً مقابل خدماته للمخابرات المركزية الأمريكية ومعلوماته للمخابرات الإسرائيلية، فما الذي ستشعر به ساعتها؟
منذ اللحظة التعسة التي قال فيها الرئيس الأمريكي روزفلت للورد هاليفاكس ـ السفير البريطاني في أمريكا ـ «نفط إيران لكم، ونشارككم في نفط الكويت والعراق، ونفط السعودية لنا»، والمنطقة العربية صارت مزرعة للسياسة الأمريكية، والذي يقرأ كتاب (لعبة الشيطان -دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي) للمؤلف روبرت دريفوس، والذي صدر مؤخراً عن مركز دراسات الإسلام والغرب يكتشف أن لاعبي العرائس الجالسين في البيت الأبيض يمسكون بحبال عرائسهم حتي وهم نائمون علي فراشهم، ففي يناير 1980 زار مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي مصر لتعبئة الدعم العربي للجهاد، وخلال أسابيع من زيارته وافق السادات علي مشاركة مصر الكاملة في الجهاد وأعطي موافقة للقوات الجوية الأمريكية علي استغلال مصر كقاعدة وتوفير كميات من الأسلحة للمشاركين في العمليات وتجنيد وتدريب وتسليح نشطاء الجماعة الإسلامية في مصر لخوض المعركة، وأصبح السادات وحكومته لفترة من الوقت أحد المساهمين الفعليين في تجنيد وإدارة عدد سري من المتحمسين الذين يتم إعدادهم لمحاربة السوفيت هناك. وأقلعت طائرات الشحن المصرية من قنا وأسوان لنقل إمدادات متوالية إلي قواعد الجهاد في باكستان، ويقول جون كولي ـ رئيس فرع المخابرات في باكستان خلال فترة الحرب ـ «فتحت مصر مخازنها لترسلها إلي مهمة الجهاد». ووفرت مصر ودول أخري ـ كما يؤكد «دريفوس» في كتابه ـ ما هو أكثر من السلاح، وقرر عدد من الدول في العالم الإسلامي أنه من الحصافة إرسال المجاهدين الإسلاميين إلي الحرب الأفغانية، ربما يعتقدون أنهم يصيدون طائرين بحجر واحد، أولاً: هم يرضون الولايات المتحدة التي كانت تبحث عن مقاتلين، وثانياً: يتخلصون من شوكة في خاصرتهم، وربما شعر السادات مثل غالبية القادة الآخرين بأن هؤلاء سوف يموتون في الحرب، وبحلول نهاية عام 1980 تم إرسال مدربين من الجيش الأمريكي إلي مصر لنقل خبرات القوات الأمريكية الخاصة إلي هؤلاء المصريين الذين سيدربون المتطوعين المصريين الذين سوف يذهبون للجهاد في أفغانستان.
المشهد نفسه يتكرر الآن في تجنيد السياسة العربية لخدمة إسرائيل التي هي خدمة واضحة مباشرة لأمريكا، والتجنيد لا لبس فيه ولا مداراة بل الكل يعمل وفق التعليمات والأوامر التي تتلخص في:
- تسوية للقضية الفلسطينية يتم فيها التنازل عن جميع الحقوق مقابل فتات الأرض الفلسطينية (سوف يقبل عرب الاعتدال بأقل من تسعين في المائة من الضفة وغزة التي تمثل الاثنين وعشرين في المائة المتبقية من فلسطين العربية ) مقابل علم ونشيد وعلاج محمد دحلان في مستشفيات تل أبيب.
-ضربة عسكرية لإيران تكسر ضلوع مشروعها النووي.
عموماً لا أظن أن أي مسئول عربي يحصل الآن علي بنس من المخابرات الأمريكية أو غيرها، فقد اكتفوا بنهب ثروات شعوبهم التي تسمح لهم فعلا برد الدين والإنفاق علي خطط ومشروعات المخابرات الأمريكية في المنطقة!
منذ اللحظة التعسة التي قال فيها الرئيس الأمريكي روزفلت للورد هاليفاكس ـ السفير البريطاني في أمريكا ـ «نفط إيران لكم، ونشارككم في نفط الكويت والعراق، ونفط السعودية لنا»، والمنطقة العربية صارت مزرعة للسياسة الأمريكية، والذي يقرأ كتاب (لعبة الشيطان -دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي) للمؤلف روبرت دريفوس، والذي صدر مؤخراً عن مركز دراسات الإسلام والغرب يكتشف أن لاعبي العرائس الجالسين في البيت الأبيض يمسكون بحبال عرائسهم حتي وهم نائمون علي فراشهم، ففي يناير 1980 زار مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي مصر لتعبئة الدعم العربي للجهاد، وخلال أسابيع من زيارته وافق السادات علي مشاركة مصر الكاملة في الجهاد وأعطي موافقة للقوات الجوية الأمريكية علي استغلال مصر كقاعدة وتوفير كميات من الأسلحة للمشاركين في العمليات وتجنيد وتدريب وتسليح نشطاء الجماعة الإسلامية في مصر لخوض المعركة، وأصبح السادات وحكومته لفترة من الوقت أحد المساهمين الفعليين في تجنيد وإدارة عدد سري من المتحمسين الذين يتم إعدادهم لمحاربة السوفيت هناك. وأقلعت طائرات الشحن المصرية من قنا وأسوان لنقل إمدادات متوالية إلي قواعد الجهاد في باكستان، ويقول جون كولي ـ رئيس فرع المخابرات في باكستان خلال فترة الحرب ـ «فتحت مصر مخازنها لترسلها إلي مهمة الجهاد». ووفرت مصر ودول أخري ـ كما يؤكد «دريفوس» في كتابه ـ ما هو أكثر من السلاح، وقرر عدد من الدول في العالم الإسلامي أنه من الحصافة إرسال المجاهدين الإسلاميين إلي الحرب الأفغانية، ربما يعتقدون أنهم يصيدون طائرين بحجر واحد، أولاً: هم يرضون الولايات المتحدة التي كانت تبحث عن مقاتلين، وثانياً: يتخلصون من شوكة في خاصرتهم، وربما شعر السادات مثل غالبية القادة الآخرين بأن هؤلاء سوف يموتون في الحرب، وبحلول نهاية عام 1980 تم إرسال مدربين من الجيش الأمريكي إلي مصر لنقل خبرات القوات الأمريكية الخاصة إلي هؤلاء المصريين الذين سيدربون المتطوعين المصريين الذين سوف يذهبون للجهاد في أفغانستان.
المشهد نفسه يتكرر الآن في تجنيد السياسة العربية لخدمة إسرائيل التي هي خدمة واضحة مباشرة لأمريكا، والتجنيد لا لبس فيه ولا مداراة بل الكل يعمل وفق التعليمات والأوامر التي تتلخص في:
- تسوية للقضية الفلسطينية يتم فيها التنازل عن جميع الحقوق مقابل فتات الأرض الفلسطينية (سوف يقبل عرب الاعتدال بأقل من تسعين في المائة من الضفة وغزة التي تمثل الاثنين وعشرين في المائة المتبقية من فلسطين العربية ) مقابل علم ونشيد وعلاج محمد دحلان في مستشفيات تل أبيب.
-ضربة عسكرية لإيران تكسر ضلوع مشروعها النووي.
عموماً لا أظن أن أي مسئول عربي يحصل الآن علي بنس من المخابرات الأمريكية أو غيرها، فقد اكتفوا بنهب ثروات شعوبهم التي تسمح لهم فعلا برد الدين والإنفاق علي خطط ومشروعات المخابرات الأمريكية في المنطقة!