بقلم / أ. شادي طلعت .. مواطن قوة أمريكا 2- كيف يأتي الرئيس

كيف يأتي الرئيس ؟

سبق و أن تحدثنا في الجزأ الأول من "مواطن قوة أمريكا" عن الديمقراطية و آلية إتخاذ القرار و الآن نسرد جانباً آخر من مواطن قوتها ، و هو الإنتخابات الرئاسية و آليات قدوم الرئيس ، و سنمر في العرض إلى جوانب أخرى سنضطر للمرور عليها حتى نعلم كيف يأتي الرئيس الأمريكي .

بداية علينا أن نعلم :

- يوجد في أمريكا آلاف الأحزاب السياسية .

- العالم قد لا يعلم إلا الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري .

- أمر آخر هام يشترط في من يكون رئيساً لأمريكا أن يكون محل ميلاده هو الولايات المتحدة الأمريكية .

- باب إنتخابات الرئاسة الأمريكية مفتوح لأي شخص يريد أن يرشح نفسه و ليس في الترشح للإنتخابات الرئاسية أي تعقيدات تذكر .

..

و للإجابة على السؤال الخاص بإنفراد كل من الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري بالمنافسة على الإنتخابات الرئاسية دون آلاف الأحزاب الأخرى فيجب علينا أن نعلم الآتي :

- العضوية للأحزاب لا يوجد فيها إستمارات عضوية أو إشتراك يدفع ! أي أن الإنضمام إلى أي حزب فيهما يكون في أي وزمان و أي مكان .

- الأحزاب المعروفة لدى كل المواطنين في الــ 50 ولاية أمريكية هما الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري و بالتالي هما الحزبين أصحاب الأغلبية العظمى من الشعب مما يجعل أي مرشح يعلن إنتمائه إلى أحدهما نظراً لأنهما أصحاب الدعم الأكبر ، فالإعلان عن الإنتماء لأحدهما يوفر على المرشح الكثير من الوقت و الجهد.

..

كيف إذاً يعلن المرشح عن نفسه و كيف يلقى دعم أي من الحزبين ؟

للإجابة على هذا السؤال فإننا سنتطرق إلى جانبا آخر و هو المجتمع المدني الأمريكي فمن خلاله يفرض المرشح نفسه على الحزب ، فليس الحزب هو الذي يختار مرشحه ! و وجه الإختلاف بين أمريكا و غيرها من الدول هنا أن العضوية في منظمات المجتمع المدني تكون بإستمارات عضوية و إشتراك مادي يدفع !؟ و يبلغ عدد منظمت المجتمع المدني في أمريكا أكثر من 6 مليون منظمة و هو عدد ضخم ، و باللنسبة و التناسب نجد أن وجود بضعة آلاف من الجمعيات في مصر على سبيل المثال ليس بالكثير !

و آلية الترشح لرئاسة أمريكا تكون كالآتي :

يبحث كل مرشح عن معضلة تواجهها بلاده من وجهة نظرة و قناعاته الشخصية و من خلال تلك المعضلة ينطلق إلى منظمات المجتمع المدني التي تتبني نفس الشيئ و بعد محاولات إقناع لتلك المنظمات الغير حكومية يعرض نفسه على بقي المنظمات الأخرى و يطلب دعم كل المنظمات ، و إذا ما إقتنعت به تلك المنظمات فإنها تقدم له الدعم من خلال إمتلاكها لأهم مصادر الدعم و هو العنصر البشري ، فهذه المنظمات تمتلك من المتطوعين ما لا يقدر بمال فلو حصل المتطوعين على رواتب ما إستطاع أي مرشح دفعها حتى و إن كان أثرى أثرياء العالم و تجربة أوباما خير دليل على ما أقول .

بعد أن يحصل المرشح على دعم منظمات ولايته عليه أن يقنع باقي الولايات الأخرى ، و إذا ما نجح فإنه يفرض نفسه على الحزب الذي ترشح بإسمه ، أي أن المرشح في النهاية يفرض نفسه على الحزب عن طريق الدعم الذي يلقاه من منظمات المجتمع المدني و ليس الحزب الذي يختاره ! و يدخل المرشح بعد ذلك في إنتخابات تمهيدية للحزب .

هكذا إذاً يأتي الرئيس في أمريكا من خلال الشعب الذي يعرفه من خلال منظمات المجتمع المدني ، و في المقال القادم إن شاء الله لنا حديث حول التضامن الإجتماعي في أمريكا و هو من أهم مواطن القوة فيها .

شادي طلعت

23 سبتمبر 2010